ما الذي تقوله الدراسات؟
اعتمدت الدراسة على تحليل بيانات أكثر من 100,000 شخص بالغ في فرنسا على مدار تسع سنوات، تم خلالها متابعة استهلاكهم للمحليات الاصطناعية من مصادر غذائية متعددة. النتائج كانت لافتة: الأشخاص الذين تناولوا كميات أعلى من المحليات كانوا أكثر عرضة بنسبة 9% للإصابة بحالات مثل أمراض القلب، و18% للإصابة بالسكتات الدماغية، مقارنة بغير المستهلكين أو من استهلكوها بشكل محدود.
أنواع المحليات التي شملتها الدراسة
ركز الباحثون على محليات شائعة مثل الأسبارتام، السكرالوز، والأسيسولفام البوتاسيوم، وهي مواد تُستخدم على نطاق واسع في الأغذية "الدايت" والمشروبات الغازية. هذه المواد قد تبدو غير ضارة، لكنها تتفاعل مع الجسم بطرق معقدة، وقد تؤثر على الأوعية الدموية، ضغط الدم، وحتى مقاومة الإنسولين.
المحليات والصحة الأيضية
أشارت دراسات سابقة إلى أن المحليات الاصطناعية قد تخلّ بتوازن البكتيريا النافعة في الأمعاء، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات في عمليات الأيض. كما توجد أدلة على ارتباطها بزيادة الشهية، مما قد ينعكس سلبًا على الوزن والصحة العامة. كل هذه العوامل مجتمعة تزيد من خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري من النوع الثاني، وارتفاع ضغط الدم، وهي عوامل تساهم بدورها في تدهور صحة القلب.
رأي الخبراء
يرى الأطباء والباحثون أن المشكلة لا تكمن في الاستخدام العرضي لهذه المحليات، بل في الاعتماد اليومي عليها كمصدر أساسي للتحلية. الاستخدام المنتظم قد يؤدي إلى تراكم التأثيرات السلبية على المدى الطويل. ويرجّح بعض الخبراء أن التأثيرات تختلف من شخص لآخر بناءً على العوامل الوراثية ونمط الحياة.
هل هناك بدائل أكثر أمانًا؟
رغم أن الاستغناء التام عن السكر أو المحليات قد يكون صعبًا، إلا أن التوجه نحو الخيارات الطبيعية يمكن أن يكون أكثر أمانًا. محليات مثل ستيفيا والعسل النقي قد تكون بديلاً أقل ضررًا إذا استُخدمت باعتدال. الأهم من ذلك هو تقليل الاعتماد الكلي على الطعم الحلو، سواء كان مصدره سكرًا طبيعيًا أو صناعيًا.
الخلاصة
في نهاية المطاف، لا توجد مادة سحرية تجعل الأطعمة حلوة وصحية في الوقت نفسه. المحليات الاصطناعية قد تبدو خيارًا ذكيًا لتقليل السعرات، لكنها تحمل في طياتها مخاطر صحية حقيقية، خاصةً إذا أصبحت جزءًا دائمًا من النظام الغذائي. التوازن والاعتدال، إلى جانب الوعي بالمكونات التي نتناولها، تبقى مفاتيح الحفاظ على صحة القلب والحياة بشكل عام.

khalid@fitarabi.com
خالد النابودة هو من مؤسسي ومطوري موقع فيت عربي، وهو متخصص في مجال الصحة العامة ويملك خبرة واسعة في تقديم محتوى صحي موثوق ومفيد. يهدف خالد من خلال موقع فيت عربي إلى توفير معلومات صحية دقيقة وشاملة تساعد في تحسين جودة الحياة ورفع الوعي الصحي لدى المستخدمين.