السعودية: لا تهديد إشعاعي حتى الآن
في تغريدة رسمية نشرتها هيئة الرقابة النووية والإشعاعية السعودية، تم التأكيد على أن المملكة "في مأمن من أي تأثيرات إشعاعية". كما أوضحت الهيئة أنها تراقب الموقف عن كثب وتنفذ إجراءات وقائية استباقية لحماية السكان والبيئة من أي خطر محتمل.
الكويت وقطر تراقبان الوضع على مدار الساعة
في الكويت، أعلن الحرس الوطني عن جاهزيته لمواجهة أي طارئ إشعاعي أو كيميائي، مشيرًا إلى أن الوضع الإشعاعي في البلاد "طبيعي ومستقر". وتملك الجهات المختصة هناك تقنيات متقدمة لرصد الإشعاع في المياه والهواء.
أما في قطر، فأكدت وزارة البيئة أن معدلات الإشعاع ما تزال ضمن المستويات الطبيعية، وأشارت إلى استمرار المتابعة الدقيقة للمستجدات.
الخليج يفعّل استجابة إقليمية
أعلنت الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي عن تفعيل مركز إدارة الطوارئ كإجراء احترازي ضمن خطط الاستجابة الإقليمية. ويأتي ذلك وسط تفاعل شعبي واسع على منصات التواصل، حيث عبّر كثيرون عن قلقهم المتزايد رغم التطمينات الرسمية.
العلماء: الخطر الأكبر يكمن في قصف المفاعلات
يرى الخبراء أن خطر حدوث كارثة نووية حقيقية يتعاظم إذا استُهدفت مفاعلات نووية نشطة، مثل مفاعل بوشهر في إيران، وليس فقط منشآت لتخصيب اليورانيوم كموقع نطنز. ففي المفاعلات، تحدث تفاعلات نووية تؤدي إلى إنتاج مواد مشعة عالية الخطورة، بخلاف منشآت التخصيب التي لا يحدث فيها هذا النوع من التفاعل.
الوكالة الدولية للطاقة الذرية ذكرت أن موقع نطنز تعرض لتلوث إشعاعي وكيميائي، لكن المستويات خارج الموقع لا تزال طبيعية، وهو ما يُقلل من حجم الخطر المباشر في الوقت الراهن.
التهديد النووي: متى وأين يمكن أن يحدث؟
تحديد مدى انتشار التلوث الإشعاعي يعتمد على الظروف الجوية لحظة الحادث، خصوصًا اتجاه الرياح وسرعتها، بالإضافة إلى وجود أمطار قد تسهم في تساقط المواد المشعة على الأرض.
تجربة كارثة تشيرنوبل عام 1986 أثبتت أن الغيوم الإشعاعية يمكن أن تسافر لمئات الكيلومترات، مع أن تأثيراتها أحيانًا تكون طفيفة في الأماكن البعيدة عن موقع الحادث.
تأثير كارثة نووية محتملة على دول الخليج
دراسة نُشرت في مجلة "العلم والأمن العالمي" كشفت عن ثلاث مشكلات أساسية قد تضاعف أثر أي حادث نووي في الخليج:
- الكثافة السكانية في المدن الساحلية تعقّد من جهود الإخلاء أو الإنقاذ.
- الاعتماد الكبير على تحلية مياه البحر، مما قد يُسبب أزمة مياه إذا تلوث البحر، خصوصًا أن دورة تجدد المياه في الخليج تستغرق سنوات.
- تركّز النشاط الاقتصادي على الساحل، لا سيما في قطاع النفط والغاز، ما يجعل الموانئ الحيوية مثل مضيق هرمز عرضة للتعطيل في حال الكارثة.
التوصيات العامة في حالات الطوارئ النووية
الخبراء يؤكدون أن الإجراءات المتبعة في هذه الحالات معروفة، منها البقاء في المنازل، إغلاق النوافذ، وتجنب استهلاك الماء أو الغذاء من مصادر قد تكون ملوثة. كما ينصح البعض بتخزين الطعام والماء تحسبًا لأي تطورات.
لكن اللافت أن كثيرًا من الخبراء يرون أن القلق الزائد قد يشكل خطرًا نفسيًا أكبر من الإشعاع نفسه. وقد صرّح جيم سميث، أستاذ علم البيئة في جامعة بورتسموث، بأن القلق المجتمعي بعد حوادث مثل تشيرنوبل قد أضرّ بالصحة العامة أكثر من الإشعاع ذاته.
جهود رسمية لتهدئة المخاوف النووية
هيئة الرقابة النووية السعودية حذّرت من أن الصور الذهنية السائدة قد تؤدي إلى تضخيم المخاطر، داعيةً إلى الالتزام بالمصادر الرسمية فقط لتلقي المعلومات.
أما الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فأعربت بوضوح عن قلقها من الهجمات على المنشآت النووية. وقال مديرها العام رافاييل غروسي إن "أي عمل عسكري يستهدف المنشآت النووية قد يؤدي إلى عواقب وخيمة تؤثر على الإيرانيين والمنطقة بأكملها".
تأثير التلوث النووي على صحة الإنسان
التعرض للإشعاع النووي لا يقتصر تأثيره على السرطان فقط، بل أظهرت دراسات طبية وجود صلة بين التلوث الإشعاعي وأمراض القلب والأوعية الدموية. فوفقًا لتقارير صادرة عن منظمة الصحة العالمية، يمكن للإشعاع المؤين أن يؤدي إلى تلف الأنسجة وتغييرات التهابية في الأوعية الدموية، مما يزيد من خطر الإصابة بتصلب الشرايين ومشكلات القلب على المدى الطويل. ويزداد هذا الخطر لدى الأشخاص المعرضين لمستويات إشعاع مرتفعة، كما في حالات الحوادث النووية. لهذا تُعد السيطرة على التلوث الإشعاعي ضرورية ليس فقط للبيئة، بل لحماية الصحة العامة والحد من الأمراض المزمنة.

khalid@fitarabi.com
خالد النابودة هو من مؤسسي ومطوري موقع فيت عربي، وهو متخصص في مجال الصحة العامة ويملك خبرة واسعة في تقديم محتوى صحي موثوق ومفيد. يهدف خالد من خلال موقع فيت عربي إلى توفير معلومات صحية دقيقة وشاملة تساعد في تحسين جودة الحياة ورفع الوعي الصحي لدى المستخدمين.