أخبار/

كيف تهدد الضربات على المنشآت النووية الإيرانية الصحة العامة ومياه الخليج؟

في أعقاب الضربات الجوية الأخيرة التي استهدفت مواقع نووية في إيران، ازداد القلق في منطقة الخليج من احتمالية تلوث نووي قد يطال الهواء والمياه، ما يشكل خطراً مباشراً على صحة السكان ومصادر المياه المحلاة. وتشير التقارير إلى أن منشآت مثل "فوردو" و"نطنز" و"أصفهان" تعرضت لقصف مباشر، بينما استُهدفت منشآت أخرى كمفاعل "أراك" الذي لم يكن قد بدأ العمل فعلياً. ورغم نفي الوكالة الدولية للطاقة الذرية وجود مؤشرات حالية على تسرب إشعاعي خارج تلك المواقع، تبقى المخاطر قائمة، لا سيما في حال استهداف مفاعلات نووية عاملة.

محمد النعيمي
المنشآت النووية الإيرانية

ما مدى خطورة التلوث الإشعاعي على الإنسان؟

يؤكد خبراء في علوم الإشعاع أن خطورة التلوث الإشعاعي الناتج عن ضرب منشآت تخصيب اليورانيوم يكون عادةً محدوداً إذا لم تتعرض هذه المنشآت لدمار شامل. فالمواد المستخدمة في تلك المواقع، كـ"سادس فلوريد اليورانيوم"، تُعد سامة كيميائيًا أكثر من كونها مشعة فعليًا، خاصة إذا لم تدخل الجسم عبر الاستنشاق أو البلع. إلا أن احتمال حدوث تفاعل مع بخار الماء في الهواء يمكن أن يُنتج مواد ملوثة تهدد الجهاز التنفسي وتُسبب التهابات مزمنة أو أعراضاً تنفسية خطيرة.

مفاعل بوشهر... القلق الأكبر

بينما تُعتبر منشآت التخصيب تحت الأرض أقل خطورة، فإن مصدر القلق الرئيسي يكمن في مفاعل "بوشهر" للطاقة النووية. أي استهداف مباشر له قد يؤدي إلى إطلاق مواد مشعة في الغلاف الجوي أو البحر، وهو سيناريو يصفه الخبراء بأنه كارثي. ويؤكد باحثون من مؤسسات دولية أن الضرر في حال استهداف مفاعل نووي عامل سيكون مختلفاً تماماً، لأن المواد المشعة الناتجة عن تشغيل المفاعل تكون أكثر نشاطاً وخطورة على البشر والبيئة.

التهديد المباشر لإمدادات المياه في الخليج

تُعاني دول الخليج من اعتماد شبه كامل على مياه البحر المحلاة، ويُعد أي تلوث إشعاعي في مياه الخليج خطراً وجودياً على الأمن المائي. فدول مثل البحرين وقطر تعتمد بنسبة 100% على التحلية، فيما تصل النسبة في الإمارات إلى أكثر من 80%. أي اضطراب في عمل محطات التحلية الساحلية، سواء نتيجة تلوث إشعاعي أو كيميائي، قد يحرم مئات الآلاف من الوصول إلى مياه صالحة للشرب خلال ساعات فقط.

ماذا تقول السلطات الخليجية؟

حتى الآن، لم تُسجل أي زيادة في مستويات الإشعاع، وفقاً لمصادر إقليمية. إلا أن دول مجلس التعاون في حالة تأهب دائم وتفعّل خطط طوارئ تشمل مراقبة البيئة والإمدادات الغذائية والمائية. ويشدد مسؤولون صحيون في المنطقة على أهمية الاستعداد المسبق لمواجهة سيناريوهات التسرب الإشعاعي، خاصة في ظل اعتماد شبه كلي على مصادر مائية معرضة للخطر.

الخلاصة: الوقاية لا تعني القلق… ولكن الحذر واجب

رغم تطمينات الوكالات الدولية، إلا أن حجم المنشآت المستهدفة وأهميتها يجعل من الضروري مراقبة الوضع عن كثب. فالخطر لا يقتصر فقط على الإشعاع المباشر، بل يمتد إلى تأثيرات طويلة الأمد على البيئة، المياه، والصحة العامة. وفي الوقت الذي تُعد فيه احتمالات حدوث كارثة إشعاعية واسعة النطاق محدودة حتى الآن، فإن وجود بروتوكولات صحية وبيئية صارمة يظل حيوياً لحماية ملايين الأشخاص في دول الخليج.

خالد النابوده
خالد النابوده

khalid@fitarabi.com

خالد النابودة هو من مؤسسي ومطوري موقع فيت عربي، وهو متخصص في مجال الصحة العامة ويملك خبرة واسعة في تقديم محتوى صحي موثوق ومفيد. يهدف خالد من خلال موقع فيت عربي إلى توفير معلومات صحية دقيقة وشاملة تساعد في تحسين جودة الحياة ورفع الوعي الصحي لدى المستخدمين.

مقالات ذات صلة

تحليل دم ثوري قد يُحدث نقلة نوعية في نجاح عمليات زراعة الكبد

في خطوة واعدة قد تغيّر مستقبل زراعة الكبد، كشف فريق من الباحثين في جامعة جورجتاون الأمريكية عن تحليل دم جديد يعتمد على تقنيات حديثة لرصد مؤشرات الخلل في الكبد المزروع قبل أن تتفاقم المشكلة. هذه التقنية قد تساهم بشكل مباشر في تقليل حالات فشل الزراعة وتحسين فرص الشفاء.

مخاطر التلوث النووي في الخليج بعد التصعيد الإيراني الإسرائيلي

يشهد الشرق الأوسط موجة متصاعدة من القلق حيال احتمال وقوع كارثة نووية، خصوصًا بعد الهجوم الإسرائيلي على منشآت نووية إيرانية. وتبرز التطمينات الرسمية في دول الخليج كوسيلة لتهدئة المخاوف، إلا أن ذلك لم ينجح في القضاء على القلق الشعبي المتزايد.

سيارات صينية في الإمارات: توجه متصاعد يثير تساؤلات حول السلامة والصحة داخل المقصورة

شهد سوق السيارات في دولة الإمارات نموًا ملحوظًا في الإقبال على السيارات الصينية، لا سيما مع تنامي الخيارات الاقتصادية والتطور الكبير في جودة الصناعة. لكن في ظل هذا النمو، بدأت تظهر تساؤلات من المختصين في الصحة العامة وسلامة البيئة الداخلية للمركبات: هل تؤثر هذه السيارات على صحة السائق والركاب؟

أهمية التحقق من حوادث السيارات عبر رقم الشاصي لحماية صحتك وسلامتك

عند التفكير في شراء سيارة مستعملة، ينشغل الكثيرون بالحالة الميكانيكية والسعر، لكنهم غالبًا ما يغفلون عن جانب بالغ الأهمية: تاريخ الحوادث. معرفة ما إذا كانت السيارة قد تعرضت لحوادث سابقة لا يقتصر فقط على الحفاظ على سلامة المركبة، بل له تأثير مباشر على صحة وسلامة الركاب. من خلال استخدام رقم الشاصي (VIN)، يمكن لأي شخص الوصول إلى معلومات دقيقة حول الحوادث المحتملة – مجانًا.

صحتك أولويتنا

المعلومات المنشورة على موقع فت عربي تهدف إلى التوعية فقط، ولا تُعد بديلاً عن استشارة طبية متخصصة. في حال استمرار الأعراض أو تفاقمها، نوصي بمراجعة طبيب مختص للحصول على التشخيص والعلاج الذي يناسب الجميع.

جميع الحقوق محفوظة © 2025 فيت عربي

contact@fitarabi.com