كل ما نعرفه عن فيروس HMPV المنتشر في الصين
الفيروس التالي لالتهاب الرئة البشري (Human Metapneumovirus - HMPV) هو أحد الفيروسات الشائعة التي تصيب الجهاز التنفسي. غالبية الأشخاص يتعرضون لهذا الفيروس في مرحلة الطفولة، ويمكن أن يصابوا به عدة مرات خلال حياتهم. في الدول ذات الطقس البارد، يُلاحظ انتشار الفيروس خلال فصول الشتاء، بينما في المناطق القريبة من خط الاستواء، يظل معدل انتشاره منخفضًا ولكنه مستمر طوال العام.
تاريخ الفيروس
تم التعرف على فيروس HMPV لأول مرة في عام 2001، لكن الأبحاث تشير إلى أنه كان ينتشر بين البشر لمدة تزيد عن 60 عامًا. وعلى الرغم من أنه ليس جديدًا، فإنه لا يتمتع بالشهرة نفسها التي تحظى بها فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا أو كوفيد-19 أو RSV.
كيف ينتقل فيروس HMPV؟
يتشابه فيروس HMPV مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا وفيروس كوفيد-19 من حيث طرق الانتقال، التي تشمل:
- الرذاذ الناتج عن السعال أو العطس.
- الاتصال المباشر مع شخص مصاب.
- لمس الأسطح الملوثة بالفيروس.
أعراض فيروس HMPV
غالبًا ما تكون أعراض الإصابة بفيروس HMPV مشابهة لأعراض البرد أو الإنفلونزا، وتشمل:
- السعال.
- الحمى.
- احتقان الأنف.
- الصفير أو صعوبة التنفس.
بالنسبة لمعظم الأشخاص، تكون العدوى خفيفة. لكن الفئات الأكثر عرضة للإصابة بمضاعفات خطيرة تشمل:
- الأطفال الصغار.
- كبار السن.
- الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة أو أمراض مزمنة مثل الربو أو مرض الانسداد الرئوي المزمن.
هل هناك لقاح أو علاج؟
حتى الآن، لا يوجد لقاح مخصص لفيروس HMPV. ومع ذلك، يجري البحث لتطوير لقاح مشترك يمكنه الحماية من فيروس HMPV وRSV نظرًا للتشابه بينهما.أما العلاج، فيقتصر على إدارة الأعراض مثل:
- تخفيف الحمى.
- شرب الكثير من السوائل.
- الراحة التامة.
الوضع في الصين حاليًا
شهدت الصين ارتفاعًا كبيرًا في حالات الإصابة بفيروس HMPV، خاصة بين الأطفال تحت سن 14 عامًا. وأفادت السلطات الصحية أن الحالات تتركز بشكل رئيسي في شمال البلاد، حيث أدى البرد القارس إلى زيادة العدوى.تشير التوقعات إلى احتمالية ارتفاع الإصابات بشكل أكبر خلال الاحتفالات برأس السنة القمرية، حيث يكثر السفر والتجمعات الكبيرة.
السلطات الصينية تطمئن المواطنين بأن هذا الفيروس معروف وغير مثير للقلق الكبير مقارنة ببداية جائحة كوفيد-19.
استجابة منظمة الصحة العالمية
لم تعرب منظمة الصحة العالمية (WHO) عن أي قلق خاص بخصوص فيروس HMPV. وفقًا للتقارير الأسبوعية من الصين، فإن الارتفاع في الإصابات يعتبر طبيعيًا خلال فصل الشتاء. المنظمة تواصل متابعة البيانات من السلطات الصينية للتحقق من عدم وجود طفرات جينية مقلقة في الفيروس.
هل يجب القلق؟
فيروس HMPV ليس جديدًا، ومعظم الناس لديهم مناعة جزئية ضده بسبب الإصابات السابقة. كما أن أنظمة الرعاية الصحية حول العالم لديها القدرة على التعامل مع الحالات الشديدة.مع ذلك، يشدد الخبراء على أهمية التزام الصين بمشاركة البيانات بشكل مستمر، بما في ذلك التحليلات الجينية لضمان عدم ظهور طفرات مقلقة.
كيف تحمي نفسك؟
لحماية نفسك وأحبائك من فيروس HMPV، اتبع النصائح التالية:
- اغسل يديك بانتظام بالماء والصابون.
- تجنب الأماكن المزدحمة عندما يكون ذلك ممكنًا.
- ارتداء الكمامات في الأماكن المغلقة أو المزدحمة.
- تطهير الأسطح التي يتم لمسها بشكل متكرر.
فيروس HMPV ليس بالتهديد الكبير، لكن اتباع الإجراءات الوقائية يساعد في الحفاظ على الصحة العامة والحد من انتشار العدوى.
الردود في وسائل الإعلام الصينية
في وسائل التواصل الاجتماعي الصينية، أعرب العديد من المستخدمين عن قلقهم بسبب عدم معرفتهم بفيروس HMPV من قبل، ظنًا منهم أنه فيروس جديد. ومع ذلك، سارعت وسائل الإعلام الحكومية إلى طمأنة الجمهور، مؤكدة أن الفيروس معروف ولا يشكل تهديدًا كبيرًا.في المقابل، انتشرت بعض النكات، حيث أشار البعض إلى إمكانية استخدام الكمامات المتبقية من جائحة كوفيد-19. ومن جهة أخرى، تصدر سؤال "لماذا أصبحت الإنفلونزا مؤلمة جدًا؟" قوائم الترند على منصة ويبو الصينية، مما يعكس شعورًا عامًا بزيادة الحالات المرضية، وليس فقط HMPV.
الاختلاف بين HMPV وكوفيد-19
يشير الخبراء إلى اختلافات جوهرية بين الوضع الحالي مع فيروس تالي لالتهاب الرئة البشري وبداية جائحة كوفيد-19:
- فيروس معروف: على عكس كوفيد-19 الذي كان فيروسًا جديدًا بالكامل، فإن HMPV تم اكتشافه ودراسته منذ عقود.
- وجود مناعة سابقة: معظم الأشخاص لديهم مستوى معين من المناعة ضد الفيروس التالي لالتهاب الرئة البشري نتيجة الإصابات السابقة، مما يقلل من خطر التفشي الشديد.
- أنظمة تشخيص متطورة: تتوفر الآن أدوات لتحديد حالات HMPV بسرعة ودقة، مما يتيح التدخل المبكر في الحالات الشديدة.
أهمية البيانات الجينية
يرى الخبراء أن مشاركة البيانات الجينية للفيروس من قبل الصين أمر حاسم للتأكد من أن الفيروس لم يشهد أي طفرات جينية قد تزيد من قدرته على الانتشار أو التسبب في حالات مرضية أكثر خطورة. يقول الدكتور سانجايا سيناياكي، أخصائي الأمراض المعدية: "من المهم أن تشارك الصين بياناتها الوبائية والجينية حول هذا التفشي بشكل سريع ودقيق، لضمان استعداد المجتمع الطبي لأي تطورات غير متوقعة."

khalid@fitarabi.com
خالد النابودة هو من مؤسسي ومطوري موقع فيت عربي، وهو متخصص في مجال الصحة العامة ويملك خبرة واسعة في تقديم محتوى صحي موثوق ومفيد. يهدف خالد من خلال موقع فيت عربي إلى توفير معلومات صحية دقيقة وشاملة تساعد في تحسين جودة الحياة ورفع الوعي الصحي لدى المستخدمين.