أخبار/

تحليل دم ثوري قد يُحدث نقلة نوعية في نجاح عمليات زراعة الكبد

في خطوة واعدة قد تغيّر مستقبل زراعة الكبد، كشف فريق من الباحثين في جامعة جورجتاون الأمريكية عن تحليل دم جديد يعتمد على تقنيات حديثة لرصد مؤشرات الخلل في الكبد المزروع قبل أن تتفاقم المشكلة. هذه التقنية قد تساهم بشكل مباشر في تقليل حالات فشل الزراعة وتحسين فرص الشفاء.

محمد النعيمي
مشاكل زراعة الكبد

كيف يعمل التحليل الجديد؟

يرتكز التحليل الثوري على تتبع أجزاء صغيرة من الحمض النووي الحر (cfDNA) التي تنطلق من الخلايا التالفة أو الميتة في مجرى الدم. ما يميز هذه التقنية هو قدرتها على "قراءة" البصمات الكيميائية لتلك الأجزاء وتحديد مصدرها بدقة، سواء كانت ناتجة عن القنوات الصفراوية، الأوعية الدموية، أو الخلايا الكبدية نفسها.

هذه المعلومات الدقيقة تسمح للأطباء بفهم نوع التلف الحاصل ومكانه داخل العضو المزروع، مما يمنحهم القدرة على اتخاذ قرارات علاجية أكثر فاعلية، وتقديم رعاية صحية مخصصة لكل مريض.

ما الفرق بين هذا التحليل والخزعات التقليدية؟

الخزعة الكبدية تعتبر حتى الآن المعيار الذهبي لتقييم حالة الكبد، لكنها تحمل مخاطر متعددة مثل النزيف والألم، بالإضافة إلى أنها لا تمثل سوى جزء صغير من العضو وقد تغفل المناطق المصابة.

على العكس، فإن التحليل الجديد غير جراحي تمامًا ويتم من خلال عينة دم بسيطة، ما يجعله أقل تكلفة وأكثر راحة للمريض. كما أظهرت التجارب أنه قد يكون أكثر دقة من الخزعة، لكونه يوفر معلومات شاملة عن حالة الكبد بأكمله، وليس فقط جزءًا منه.

هل هذا التحليل متاح حاليًا؟

رغم أن التقنية ما زالت في طور البحث والتطوير، فقد تقدّمت جامعة جورجتاون بطلبات للحصول على براءة اختراع، ويعمل فريق البحث حاليًا على إيجاد شركاء صناعيين لتطوير وتسويق التحليل على نطاق واسع.

وقال الدكتور ألكسندر كرومر، قائد فريق البحث في مستشفى "ميدستار" التابع للجامعة: "إذا استطعنا تحديد مصدر الخلل بدقة، يمكننا توفير علاج موجّه للمريض، ما يحسن النتائج بشكل كبير ويقلل من المضاعفات".

أهمية هذا التطور في سياق زراعة الأعضاء

زراعة الكبد تمثل علاجًا حاسمًا للمرضى الذين يعانون من فشل كبدي حاد أو أمراض مزمنة لا تستجيب للعلاج. لكن التحدي الأكبر بعد الزراعة هو رصد الرفض أو التلف في مراحله المبكرة.

تشير الدراسات إلى أن الأنسجة المزروعة تكون أكثر عرضة للإجهاد والتلف خلال الأيام الأولى بعد الجراحة، ما يجعل التدخل المبكر أمرًا ضروريًا. التحليل الجديد يمكن أن يلعب دورًا محوريًا في هذا الجانب، عبر الكشف المبكر وتوفير استجابة علاجية أسرع.

آفاق مستقبلية

في حال تم اعتماد هذا التحليل كأداة طبية معيارية، فقد يشهد عالم زراعة الأعضاء تحولًا جذريًا في كيفية متابعة المرضى بعد الجراحة. ومن الممكن أن تتوسع التطبيقات لاحقًا لتشمل أعضاء أخرى مزروعة، مثل الكلى أو القلب، مما يعزز من فعالية الرعاية الصحية ويقلل من نسب الفشل.

للاطلاع أيضًا: العلماء يبتكرون لقاحاً جديداً للحد من زيادة الوزن ومنع السمنة

خالد النابوده
خالد النابوده

khalid@fitarabi.com

خالد النابودة هو من مؤسسي ومطوري موقع فيت عربي، وهو متخصص في مجال الصحة العامة ويملك خبرة واسعة في تقديم محتوى صحي موثوق ومفيد. يهدف خالد من خلال موقع فيت عربي إلى توفير معلومات صحية دقيقة وشاملة تساعد في تحسين جودة الحياة ورفع الوعي الصحي لدى المستخدمين.

مقالات ذات صلة

كيف تهدد الضربات على المنشآت النووية الإيرانية الصحة العامة ومياه الخليج؟

في أعقاب الضربات الجوية الأخيرة التي استهدفت مواقع نووية في إيران، ازداد القلق في منطقة الخليج من احتمالية تلوث نووي قد يطال الهواء والمياه، ما يشكل خطراً مباشراً على صحة السكان ومصادر المياه المحلاة. وتشير التقارير إلى أن منشآت مثل "فوردو" و"نطنز" و"أصفهان" تعرضت لقصف مباشر، بينما استُهدفت منشآت أخرى كمفاعل "أراك" الذي لم يكن قد بدأ العمل فعلياً. ورغم نفي الوكالة الدولية للطاقة الذرية وجود مؤشرات حالية على تسرب إشعاعي خارج تلك المواقع، تبقى المخاطر قائمة، لا سيما في حال استهداف مفاعلات نووية عاملة.

مخاطر التلوث النووي في الخليج بعد التصعيد الإيراني الإسرائيلي

يشهد الشرق الأوسط موجة متصاعدة من القلق حيال احتمال وقوع كارثة نووية، خصوصًا بعد الهجوم الإسرائيلي على منشآت نووية إيرانية. وتبرز التطمينات الرسمية في دول الخليج كوسيلة لتهدئة المخاوف، إلا أن ذلك لم ينجح في القضاء على القلق الشعبي المتزايد.

سيارات صينية في الإمارات: توجه متصاعد يثير تساؤلات حول السلامة والصحة داخل المقصورة

شهد سوق السيارات في دولة الإمارات نموًا ملحوظًا في الإقبال على السيارات الصينية، لا سيما مع تنامي الخيارات الاقتصادية والتطور الكبير في جودة الصناعة. لكن في ظل هذا النمو، بدأت تظهر تساؤلات من المختصين في الصحة العامة وسلامة البيئة الداخلية للمركبات: هل تؤثر هذه السيارات على صحة السائق والركاب؟

أهمية التحقق من حوادث السيارات عبر رقم الشاصي لحماية صحتك وسلامتك

عند التفكير في شراء سيارة مستعملة، ينشغل الكثيرون بالحالة الميكانيكية والسعر، لكنهم غالبًا ما يغفلون عن جانب بالغ الأهمية: تاريخ الحوادث. معرفة ما إذا كانت السيارة قد تعرضت لحوادث سابقة لا يقتصر فقط على الحفاظ على سلامة المركبة، بل له تأثير مباشر على صحة وسلامة الركاب. من خلال استخدام رقم الشاصي (VIN)، يمكن لأي شخص الوصول إلى معلومات دقيقة حول الحوادث المحتملة – مجانًا.

صحتك أولويتنا

المعلومات المنشورة على موقع فت عربي تهدف إلى التوعية فقط، ولا تُعد بديلاً عن استشارة طبية متخصصة. في حال استمرار الأعراض أو تفاقمها، نوصي بمراجعة طبيب مختص للحصول على التشخيص والعلاج الذي يناسب الجميع.

جميع الحقوق محفوظة © 2025 فيت عربي

contact@fitarabi.com