كيف يعمل التحليل الجديد؟
يرتكز التحليل الثوري على تتبع أجزاء صغيرة من الحمض النووي الحر (cfDNA) التي تنطلق من الخلايا التالفة أو الميتة في مجرى الدم. ما يميز هذه التقنية هو قدرتها على "قراءة" البصمات الكيميائية لتلك الأجزاء وتحديد مصدرها بدقة، سواء كانت ناتجة عن القنوات الصفراوية، الأوعية الدموية، أو الخلايا الكبدية نفسها.
هذه المعلومات الدقيقة تسمح للأطباء بفهم نوع التلف الحاصل ومكانه داخل العضو المزروع، مما يمنحهم القدرة على اتخاذ قرارات علاجية أكثر فاعلية، وتقديم رعاية صحية مخصصة لكل مريض.
ما الفرق بين هذا التحليل والخزعات التقليدية؟
الخزعة الكبدية تعتبر حتى الآن المعيار الذهبي لتقييم حالة الكبد، لكنها تحمل مخاطر متعددة مثل النزيف والألم، بالإضافة إلى أنها لا تمثل سوى جزء صغير من العضو وقد تغفل المناطق المصابة.
على العكس، فإن التحليل الجديد غير جراحي تمامًا ويتم من خلال عينة دم بسيطة، ما يجعله أقل تكلفة وأكثر راحة للمريض. كما أظهرت التجارب أنه قد يكون أكثر دقة من الخزعة، لكونه يوفر معلومات شاملة عن حالة الكبد بأكمله، وليس فقط جزءًا منه.
هل هذا التحليل متاح حاليًا؟
رغم أن التقنية ما زالت في طور البحث والتطوير، فقد تقدّمت جامعة جورجتاون بطلبات للحصول على براءة اختراع، ويعمل فريق البحث حاليًا على إيجاد شركاء صناعيين لتطوير وتسويق التحليل على نطاق واسع.
وقال الدكتور ألكسندر كرومر، قائد فريق البحث في مستشفى "ميدستار" التابع للجامعة: "إذا استطعنا تحديد مصدر الخلل بدقة، يمكننا توفير علاج موجّه للمريض، ما يحسن النتائج بشكل كبير ويقلل من المضاعفات".
أهمية هذا التطور في سياق زراعة الأعضاء
زراعة الكبد تمثل علاجًا حاسمًا للمرضى الذين يعانون من فشل كبدي حاد أو أمراض مزمنة لا تستجيب للعلاج. لكن التحدي الأكبر بعد الزراعة هو رصد الرفض أو التلف في مراحله المبكرة.
تشير الدراسات إلى أن الأنسجة المزروعة تكون أكثر عرضة للإجهاد والتلف خلال الأيام الأولى بعد الجراحة، ما يجعل التدخل المبكر أمرًا ضروريًا. التحليل الجديد يمكن أن يلعب دورًا محوريًا في هذا الجانب، عبر الكشف المبكر وتوفير استجابة علاجية أسرع.
آفاق مستقبلية
في حال تم اعتماد هذا التحليل كأداة طبية معيارية، فقد يشهد عالم زراعة الأعضاء تحولًا جذريًا في كيفية متابعة المرضى بعد الجراحة. ومن الممكن أن تتوسع التطبيقات لاحقًا لتشمل أعضاء أخرى مزروعة، مثل الكلى أو القلب، مما يعزز من فعالية الرعاية الصحية ويقلل من نسب الفشل.
للاطلاع أيضًا: العلماء يبتكرون لقاحاً جديداً للحد من زيادة الوزن ومنع السمنة

khalid@fitarabi.com
خالد النابودة هو من مؤسسي ومطوري موقع فيت عربي، وهو متخصص في مجال الصحة العامة ويملك خبرة واسعة في تقديم محتوى صحي موثوق ومفيد. يهدف خالد من خلال موقع فيت عربي إلى توفير معلومات صحية دقيقة وشاملة تساعد في تحسين جودة الحياة ورفع الوعي الصحي لدى المستخدمين.